هل تعلمين سيدتي اطياب، أني كلما جررت قلماً لأخط فصلاً من مأساتك، أحسني وسط بقعة نور ، كاتباً على حافة الورقة أحرفاً ترفض الاستسلام ، تثور على هذه المساحة الصغيرة التي أضعها فيها، تطول لتطبع حبرها على المنضدة، تسيل على أصابعي، أحك جفني حتى تتكحل بحبر غاضب، وأنا أنصت بإذعان لصوت في جوفي يشبهك، ينطلق من رأسي حتى أخمص قدمي، يشعرني بألمك لدرجة التماهي المرعب .
يطلب الجلاد من ضحيته ألا تنظر إليه وهو في حال ارتكاب جريمته، كي لاتصحو في قلبه الميت أي نبضة رأفة، هو يعلم أنه لا يرأف ولا يرق ولايحن، ولكن بعض العيون..
خلف تلك السّطور المُظلمة بينَ عَتبة باب القدر وجزيرة ماركو التي تَشهَد ملامحَ بَحريّة ذو مشاهد خلّابة تَشهَد عَيناك مشاهد تأخذُك إلى عالم آخر من الحيا..
مدعوماً بتجارب واقعية متعددة، يعالج الكتاب هذا الجانب النفسي الدقيق، بقلم بارع لكاتب متخصص بعلم النفس يسبر أغوار النفس الإنسانية ليشخص فيها أنواع الخو..